حينما تدرجنا بحياتنا أبان فتوتنا وشبابنا، كنا نسمع عبارة ( الخلاف لا يمنع الإنصاف)، ولما ولحنا عالم الأدب العالمي وقرأنا علم الاجتماع والAnthropology، تعلمنا أن هناكَ صنوفًا من البشر يوغر الغل صدورهم مذ نعومة أظفارهم، وبالمقابل استنبطنا حِكَماً وحكايا ان نُعرضَ عن صِغار الناس فأصبحنا نتخطى طِغام الرجال من اوباشِ الرجال، فهكذا هم الكبار ، وهذهِ الصورة الملحمية تذكرني برجلٍ حباهُ الباري نعمة القيادة وقدرة الأداء بشكلٍ اقل ما أصفها انها ( منّة)، أجتباها الله له، رجل طاع الله في سلوكهِ فكان خوف الباري مغروس بتصرفاتهِ، فلا يغبن احدا ولا يُظلم أمامهُ ضعيفٌ أوهنته الدنيا، انه عبد الأمير الشمري، تالله ما وجدتُ فيهِ هنة او دعة تجعلهُ يلتفت لأحداثٍ يفعلها سَقطةِ الرجال، فلا يعبىء ولا يأبه ل ( لمم)، المجتمع و( حثالة)، المخنثين سيما من الذين يحملونَ مزامير الفتن، فالرجال جاءَ متسنماً وزارة الداخلية فوجدها عينٌ بعد أثر ، فسادٌ مبوب وتَسيبٌ بيّنٌ وضياعٌ لحقوق المواطنين ومفاصلٌ مثقلة بالبيروقراطية المقيتة وببطاقات لهويات موحدة مكدسة يطول إصداراها لفتراتٍ تمتد لعامٍ كامل ولوثائقٍ تحمل حقوق المنتسبين بين رفوفٍ تائهة وبين جوازِ سفرٍ تحتاج لاصدارها ان تدفع 500$مع انتظارٍ لايامٍ، مع نظامٍ بالٍ لمتابعةِ حقوقِ الشهداء والجرحى ابطىء من سلحفاةٍ اصابها وباء القعود، ومن عملٍ رتيب بعيداً عن الانتظام وتجنب إرهاق كاهل الفقير ، لمؤسساتٍ تستحصل جواز سفرك ب٢٥ دقيقة فقط ولبطاقاتٍ وطنية ناهزت ال٤٣ مليونِ بطاقة ولشكاوى المواطنين تمت أتمتها لتلافي تلقي الرشى فبات الشمري يشكل ( بعبعاً مرعباً)، للفاسدين ، ولأولِ مرة بتاريخ وزارة الداخلية يطرد زهاء ال3000، ضابطاً ومنتسباً فاسدا على خلفيات شبهات فساد كانت تزكم الأنوف ، الشمري جاء بما لم تأتي بهِ الفحول سيما بمن سبقوه من عام 1921، تاريخ تأسيس الدولة العراقية ليومنا هذا،لكن المؤسف والموجع للقلب حينما يحدثُ امراً ليس للشمري فيه قصور ، فتبدأ ( المتحمسون)، لإغراضٍ مريضة وغاياتٍ مجهولة المصدر ، فيشخصنوا مناقشة الخلل بأستهدافٍ متخم بالمرض ومشبع بالغلِ والضغينة بشخصِ الشمري، هنا نقف حائطاً صلداً وصفاً كأننا بُنيانٍ مرصوص ، ضد كل مكرهٍ قال، ونقول له اربع بقولك وقف عند ما تقول فأنكَ تتحدث عن شخصٍ آخر وليس عبد الأمير الشمري البتة ، إنما الشمري قامة سامقة تناطح بواسق التاريخ فتصرعهُ.
فاضل ابو رغيف.