في السنوات الأخيرة، باتت السياحة العلاجية ظاهرة شائعة في العراق، حيث يسافر الكثير من المرضى سنويًا إلى الخارج بحثًا عن العلاج في دول مثل الهند، تركيا، إيران وأوروبا. ورغم أن البعض قد يبرر هذه الظاهرة بعدم توفر الاختصاص المطلوب داخل البلاد، إلا أن آثارها السلبية تفوق بكثير الفوائد المزعومة، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في هذا الموضوع المهم..
تكاليف باهظة واستنزاف مالي للمرضى
إن السفر خارج العراق من أجل العلاج لا يقتصر فقط على المصاريف الطبية، بل يشمل تكاليف الإقامة، التنقل، الترجمة، ونفقات المرافقين، مما يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأفراد. فالأموال التي يتم إنفاقها في مستشفيات الخارج كان يمكن استثمارها في تطوير القطاع الصحي المحلي وإنشاء مراكز متخصصة تقدم خدمات مماثلة.
مخاطر سوء التشخيص والاستغلال التجاري
الكثير من المرضى يسافرون دون التأكد من مصداقية المراكز الطبية التي يقصدونها، مما يعرضهم لخطر الاستغلال الطبي، حيث تقدم بعض المستشفيات الأجنبية خدمات تجارية أكثر من كونها علاجية، وقد يتم تضخيم الحاجة إلى العمليات الجراحية أو العلاجات المكلفة بهدف تحقيق الربح، دون مراعاة الحالة الصحية الفعلية للمريض.
المضاعفات وغياب المتابعة الطبية
السفر للخارج يعني أن المريض قد يجري عمليات جراحية أو يحصل على علاجات متقدمة دون وجود متابعة محلية بعد عودته. وهذا يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية عند حدوث مضاعفات، حيث يصعب على الأطباء التعامل مع إجراءات طبية أجريت في نظام صحي مختلف تمامًا.
الحل البديل: استقدام الاختصاصات النادره
بدلًا من إنفاق المليارات على العلاج في الخارج، يجب أن توضع استراتيجية لاستقدام الأطباء الاختصاصيين من الخارج في الاختصاصات الدقيقه النادره و التي تعاني نقصا داخل البلاد و دمجها مع الكوادر العراقيه من الاطباء لمده محدده ضمن الخطه و بالتالي يتيح للمرضى الحصول على العلاج و نقل الخبرات للكوادر العراقيه مما يسهم في تطوير القطاع الصحي على المدى الطويل.
الخاتمة
السياحة العلاجية ليست الحل الأمثل للمشاكل الصحية في العراق، بل هي استنزاف للموارد وإهدار للفرص. مع الجهود التي بذلت من قبل وزاره الصحه العراقيه في الفتره الاخيره من خلال بناء مستشفيات ومراكز متخصصه فأن استقدام الخبرات العالميه ضمن خطه لفتره محدده و دمجها مع الاطباء العراقيين يبني نظام صحي قوي ومستدام يضمن رعايه طبيه متقدمه و تضمن جيل من الكوادر العراقيه في الاختصاصات النادره والتي تتبنى المسؤليه مستقبلا .
الدكتور عمار الشرشاب