بتكوين تكبد الأفراد خسائر قاسية في 2025 رغم وعود ترامب

اقتصاد

09:13 - 2025-12-20
تكبير الخط
تصغير الخط

اليوم الأخبارية - متابعة
لم يكن خواكين موراليس يعتقد أن سعر "بتكوين" سيواصل الهبوط، بعدما كانت أكبر عملة مشفرة قد بلغت لتوّها مستوى سعرياً قياسياً عند 126 ألف دولار للمرة الأولى على الإطلاق، وهو ما كان يراهن عليه المتحمسون بعد إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب وعلى مدى أشهر، توقع محللون موجة صعود تستمر لسنوات، مدفوعة بإدارة تتبنى الأصول الرقمية.
لهذا السبب قرر الشاب البالغ من العمر 21 عاماً شراء العملة المشفرة في أوقات الانخفاض عندما تراجع سعر "بتكوين" في أوائل الخريف. وبعد أيام قليلة، وعندما تراجع السعر مجدداً، اشترى المزيد. ثم زاد مشترياته مرة أخرى مع الانخفاض التالي. لكن العملة واصلت الهبوط بوتيرة حادة.
وقال موراليس، وهو طالب جامعي في جامعة "IE" في مدريد: "أمسكت بالسكين الساقطة نحو خمس مرات (أي واصل سعر العملة الهبوط بعد شرائه خمس مرات)".
ووصف هذا العام في العملات المشفرة بـ(المخادع)".
ويواجه المتداولون الأفراد حول العالم واقعاً مشابهاً مع اقتراب 2025 من نهايته، فقد بدأ العام بآمال مرتفعة للعملات المشفرة، مدعومة بلوائح تنظيمية أكثر مرونة، وانخفاض أسعار الفائدة، وإقبال من المؤسسات المالية الكبرى. لكنه ينتهي مع تراجع سعر بتكوين بنحو 10% مقارنة بديسمبر الماضي، وتلاشي مليارات الدولارات من الرهانات بعد فقدان القيمة السوقية المجمعة لجميع العملات المشفرة نحو تريليون دولار.
"جرس إنذار"
قال ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في "إنتراكتيف بروكرز" (Interactive Brokers): "الجمع بين إدارة تتبنى العملات المشفرة إلى جانب مجموعة من الأساليب المرتبطة بسوق الأسهم للحصول على هذا النوع من التعرض، جعل من السهل جداً على المستثمرين الباحثين عن الزخم التكدس في العملات المشفرة". وأضاف: "الانهيار الخاطف للعملات المشفرة في 10 أكتوبر كان بمثابة جرس إنذار غير سار للغاية".
هذا التحول الحاد يفرض على المتداولين إعادة تقييم استراتيجياتهم استعداداً لعام 2026. ويستحضر بعضهم أسوأ لحظات 2022، بعد انهيار منصة "إف تي إكس" (FTX)، الذي قاد إلى ما سُمّي (شتاء العملات المشفرة).
في المقابل، يرفض آخرون فكرة أن السوق متجهة إلى فترة صعبة مماثلة. ويقولون إن العملات المشفرة دخلت التيار الرئيسي بشكل لا رجعة فيه، إذ تجعل الصناديق المتداولة في البورصة المألوفة للأفراد السوق أكثر سهولة للمستثمرين العاديين، بينما أسهم دخول اللاعبين المؤسسيين في توفير قدر أكبر من الاستقرار. ومع ذلك، ومع اقتراب نهاية العام، يعيد المتداولون صياغة مقارباتهم.
استراتيجيات متباينة
يتجه فيليب شيمكوفياتش أكثر نحو العملات البديلة. راهن الشاب البالغ من العمر 28 عاماً من بوزنان في بولندا، على رموز مثل "سينسي" (Sensei)، وهي عملة ميم، و"DEAI"، وهي عملة لـ"نظام ذكاء اصطناعي لامركزي"، وشهدت محفظته تراجعاً بنحو 35% هذا العام. ومع ذلك، قال إنه يرغب في الاستمرار مع العملات الأصغر، لأنها -من وجهة نظره- المجال الذي يضم قدراً أكبر من الابتكار وإمكانات تحقيق عوائد كبيرة.
قال شيمكوفياتش إنه يسعى إلى الابتعاد الضجيج والتركيز على المعلومات المفيدة.
وأضاف: "هناك الكثير من الهراء على الإنترنت، 99% مما تراه هو هراء". وتابع: "بالنسبة لي، أؤمن بأن هذا المجال ينضج، ومع ذلك يأتي تحييد الضجيج وقيادة السوق على أساس المنفعة والبنية التحتية الحقيقية".
قال ستيفن سايكس، الرئيس التنفيذي للعمليات في منصة التداول "بابلك" (Public): "نرى ما يشبه السوق ثنائية النمط بين المستثمرين الأفراد". وأوضح أنه يرى انقساماً ناشئاً بين الأصول "القيادية" مثل بتكوين، والعملات البديلة الأصغر، واصفاً السوق بأنها "ثنائية النمط" بين الأفراد.
وعلى الجانب الآخر من هذا الانقسام، هناك النهج طويل الأجل الذي يتبناه خوسيه إستيبان أرابالو، الذي يتجنب العملات البديلة.
الموظف البالغ من العمر 36 عاماً، وهو مسؤول قروض من هوليوود في ولاية فلوريدا، فاته الارتفاع الكبير الذي سجلته "بتكوين" قبل أكتوبر، لذلك في أواخر نوفمبر، وعندما كانت العملة تسجل قيعاناً قرب 85 ألف دولار، اشترى ما قيمته 10 آلاف دولار. وحتى الآن، بدا توقيته موفقاً، إذ كان هذا الشراء قريباً من أدنى سعر لـ"بتكوين" هذا العام.
وقال أرابالو: "أؤمن بالأصل على المدى الطويل". وأضاف: "أعتقد أنه خلال الأرباع الثلاثة المقبلة سيعود إلى مستوياته التي تتجاوز 110 آلاف دولار".
يخطط أرابالو للاحتفاظ باستثماره لفترة أطول من ذلك بكثير، إذ ينظر إلى بتكوين على أنها أشبه بخطة تقاعد 401(k). ويستثمر نحو 80% من محفظته في عقارات للإيجار، و15% في العملات المشفرة، و5% في حسابات التقاعد.
أما موراليس في مدريد، فيهدف أيضاً إلى التحلي بمزيد من الصبر في العام المقبل من خلال تحمل التقلبات قصيرة الأجل.
وقال: "تعلمت مدى تقلب السوق". وأضاف: "جعلني ذلك أكثر وعياً بعدم المبالغة في رد الفعل تجاه كل حركة".

أخبار ذات صلة