اليوم الأخبارية - متابعة
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، إن روسيا ستستكمل الحرب في أوكرانيا "حتى نهايتها المنطقية"، مجدداً قوله إن إقليم دونباس "أرض روسية"، فيما ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا وأوروبا جاهزتان لتقديم خطة سلام جديدة منقحة إلى الولايات المتحدة.
واعتبر بوتين خلال حفل لتكريم عسكريين في الكرملين، أن دونباس "أرض روسية"، واصفاً ذلك بأنه "حقيقة تاريخية"، وأضاف: "روسيا ستكمل العملية العسكرية الخاصة (الحرب في أوكرانيا)، حتى نهايتها المنطقية، وستحقق أهدافها". وذكر أن الأراضي التي وصفها بأنها "أعيدت من أوكرانيا" مهمة، و"كانت دائماً جزءاً من روسيا".
وكان الرئيس الروسي قد قال الخميس، إن روسيا ستسيطر على إقليم دونباس "بالوسائل العسكرية، أو بأي وسيلة أخرى"، مضيفاً أن "الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، سيتم انتزاعها عسكرياً، أو بمغادرة القوات الأوكرانية لها".
ولا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على نحو 30% من إقليم دونباس، وفق مسؤول أوروبي، وتواجه ضغوطاً أميركية للانسحاب من هذه الأراضي لعقد اتفاق سلام مع روسيا، وفق الخطة الأولية التي أعلنتها واشنطن، ولكن أوكرانيا وأوروبا أعلنتا عن خطة منقحة، تضع في الاعتبار المكونين الأوكراني والأوروبي.
خطة سلام أوكرانية أوروبية
وقال زيلينسكي في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، بعد اجتماع مع قادة أوروبا في لندن الاثنين، أن كييف سترسل إلى واشنطن خطة السلام الأوكرانية الأوروبية "في المستقبل القريب".
وأضاف زيلينسكي أن كييف وأوروبا تعملان "بنشاط كبير" على جميع مكوّنات الخطوات المحتملة لإنهاء الحرب، وأن كييف ملتزمة بتحقيق "سلام حقيقي"، ولكن "كل شيء يعتمد على ما إذا كانت روسيا مستعدة لوقف الحرب".
وقال مسؤول أوروبي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة تصر على أن تتخلى أوكرانيا عن إقليم دونباس شرق البلاد بالكامل، والذي لا تزال تسيطر على نحو 30% منه.
وأشار إلى أن المكوّن الأوكراني والأوروبي في خطة السلام "بات أكثر تقدماً الآن، ونحن مستعدون لعرضه على شركائنا في الولايات المتحدة. وبالعمل مع الجانب الأميركي، نتوقع أن نجعل الخطوات المحتملة قابلة للتنفيذ بأسرع وقت ممكن".
وتابع: "نحن ملتزمون بسلام حقيقي، ونبقى على تواصل مستمر مع الولايات المتحدة. كل شيء يعتمد على ما إذا كانت روسيا مستعدة لاتخاذ خطوات فعّالة لوقف القتال ومنع اندلاع الحرب من جديد".
تحركات أوروبية أوكرانية
وتتحرك العواصم الأوروبية نحو بلورة ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا وإعداد خطة سلام جديدة، بالتوازي مع صياغة حزمة واسعة من تدابير إعادة الإعمار، في وقت تواجه فيه كييف ضغوطاً أميركية متصاعدة للقبول بتنازلات كبيرة، بينها التخلي عن مساحات واسعة من الأراضي لروسيا، في إطار خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وعقد زيلينسكي، الاثنين، محادثات في لندن مع قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لبحث إعداد مقترحات سلام يُعتزم عرضها على الولايات المتحدة.
وأعلن زيلينسكي عقب الاجتماع رفض التنازل عن أي أراض لروسيا، في وقت قال فيه مسؤول أوروبي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة تصر على أن تتخلى أوكرانيا عن إقليم دونباس بالكامل، والذي لا تزال تسيطر على نحو 30% منه، لعقد اتفاق سلام مع روسيا لإنهاء الحرب، وسط إحباط أميركي علني إزاء كييف.
ضغوط أميركية متصاعدة
ونقل موقع "أكسيوس"، عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن زيلينسكي يواجه ضغوطاً متصاعدة من الولايات المتحدة للقبول بتنازلات كبيرة، بينها التخلي عن مساحات واسعة من الأراضي، في إطار خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي.
وبحسب الموقع، يرى المسؤولون الأوكرانيون أن بعض جوانب الخطة الأميركية الحالية "تميل لمصلحة موسكو"، وأن واشنطن تمارس ضغوطاً على زيلينسكي أكثر مما تفعل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما نفاه مسؤول أميركي، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ضغطت أيضاً على الأخير لتخفيف مطالبه".
ويركز مسار التفاوض الحالي على قضيتين رئيسيتين هي "مطالبة روسيا بأن تتخلى أوكرانيا عن كامل منطقة دونباس، بما في ذلك أجزاء لا تسيطر عليها موسكو"، و"مطالبة أوكرانيا بالحصول على ضمانات أمنية قوية من الولايات المتحدة لمنع أي عدوان روسي مستقبلي"، بحسب "أكسيوس".
وذكر مسؤول أوكراني أن العرض الأميركي "أصبح أسوأ" من وجهة نظر كييف بعد اجتماع استمر 5 ساعات بين المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر وبوتين في الكرملين، الأسبوع الماضي.