مقترح "واقعي" لتحريك المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران

عربي ودولي

01:09 - 2025-05-25
تكبير الخط
تصغير الخط

اليوم الأخبارية - متابعة
وسط انسداد المسار التفاوضي بين إيران والولايات المتحدة، ظهر مجدداً مقترح يوصف بـ"الواقعي" لإعادة تحريك عجلة المحادثات النووية المتعثرة.. "اتفاق إطار سياسي" يحدد المبادئ العامة والنقاط الجوهرية للتفاوض، على أن يمهّد لاحقاً لاتفاق طويل الأمد وأكثر شمولاً. هذا الطرح، بحسب صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، لا يسعى إلى تحقيق انفراجة شاملة في الوقت الراهن، بل إلى تجنّب انهيار التفاوض كلياً.
مقترح "اتفاق إطار سياسي" لإحياء المفاوضات النووية
وقالت الصحيفة إن المقترح وُضع على طاولة الوفود المشاركة في الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها روما يوم الجمعة الماضي، في وقت واصل فيه الدبلوماسيون العُمانيون أداء دور الوساطة ونقل الرسائل بين الطرفين.
وترأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي غادر مقر إقامة السفير العُماني قبل نحو نصف ساعة من انتهاء اللقاء، أما الوفد الإيراني، فترأسه وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي انتقل لاحقاً إلى الفاتيكان للقاء كل من وزير الخارجية الفاتيكاني بيترو بارولين ووزير العلاقات الخارجية مع الدول بول ريتشارد غالاغر.
نقطة الخلاف الجوهرية.. تخصيب اليورانيوم
ويذكر أن المفاوضات بين واشنطن وطهران لم تُسفر حتى الآن عن نتائج إيجابية، حيث نقطة الخلاف الجوهرية لا تزال تتمثل في مسألة تخصيب اليورانيوم، وأوضح تقرير الصحيفة الإيطالية أن "الأميركيين يُصرّون على ضرورة أن تتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم، باعتبار أن ذلك قد يفتح الطريق أمامها لتصنيع سلاح نووي"، في حين يرى الإيرانيون، الذين يؤكدون على الطبيعة السلمية لبرنامجهم النووي، أن "هذا المطلب غير مقبول سياسياً بالنسبة لطهران" وتصفه بالخط الأحمر.
الخيار البديل.. تجميد التخصيب مقابل تخفيف العقوبات
وفي هذا السياق، نقلت "لاريبوبليكا" عن مصدر دبلوماسي مطّلع على الملف أن "من بين الخيارات المطروحة للخروج من هذا المأزق، وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني لمدة ثلاث سنوات، مقابل رفع جزء من العقوبات المفروضة على إيران".
ووفق المصدر ذاته، "من المقرر أن تحصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال هذه المرحلة الانتقالية على وصول واسع النطاق إلى المنشآت النووية الإيرانية من أجل إجراء عمليات التفتيش"، بما "يُمكّن الجانب الأميركي من اختبار حسن نية طهران"، ويُتيح لحكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، أن تُقدّم هذا الاتفاق "باعتباره إنجازاً ملموساً لتحقيق انتعاش اقتصادي في ظل الأزمة الراهنة".
عقبات أمام تنفيذ الاتفاق المؤقت
ومع ذلك، يظل تنفيذ هذا السيناريو محفوفاً بعقبات كبيرة، في مقدمتها "انعدام الثقة العميق بين الطرفين". وفي موازاة ذلك، يكثّف العُمانيون والإيطاليون جهودهم لسدّ الفجوات التفاوضية.
وحسب التقرير فقد قدّمت سلطنة عمان جملة من المقترحات لتقريب وجهات النظر، فيما أكدت إيطاليا استعدادها المستمر للقيام بدور الوساطة، وقال وزير خارجيتها أنطونيو تاجاني: "نحن مستعدون لاستضافة المزيد من المحادثات من أجل السلام، لأن روما ترغب في أن تكون في صلب المبادرات التي تُفضي إلى إحلال السلام".
التحركات الإسرائيلية وموقف واشنطن المتباين
وبالتزامن مع المفاوضات كان قد وصل إلى روما كلٌّ من رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع ووزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية رون ديرمر، حيث عقدا اجتماعاً مع ستيف ويتكوف قبل بدء المفاوضات مع الإيرانيين.
وتواصل إسرائيل التأكيد على أن "الخيار العسكري هو السبيل الوحيد لوقف الطموحات النووية الإيرانية"، غير أن "(الرئيس الأميركي) دونالد ترامب لا يبدو متوافقاً كلياً في هذا الشأن مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو" رغم تلويحه هو الآخر بالورقة العسكرية.

أخبار ذات صلة