"حدوة الحصان".. سر طبي لا يقدر بثمن

منوعات

01:05 - 2024-04-23
تكبير الخط
تصغير الخط

اليوم الأخبارية - متابعة
في ظل المعترك البيئي الذي يشهده عالمنا اليوم، يبرز خطر جدي يلوح في الأفق، مهدداً بطي صفحة أحد أقدم المخلوقات على وجه الأرض. سرطان حدوة الحصان، المعروف أيضاً بـ"الأحفورة الحية" نظراً لبقائه دون تغيير جوهري عبر 450 مليون سنة يواجه الآن خطر الانقراض. 
المفارقة تكمُن في أن العلم نفسه، الذي طالما سعى إلى فهم أسرار الطبيعة والحياة، قد يلعب دوراً غير متوقع في نهايتها. السبب ليس بعيداً عن دماء هذه المخلوقات الزرقاء الفريدة، التي باتت مطلباً رئيسياً في صناعة الأدوية بسبب خصائصها النادرة.
تحولت صناعة تربية سرطان حدوة الحصان إلى قطاع مزدهر بشكل ملحوظ، حيث يعتبر دمها الأزرق مكوناً لا غنى عنه في التحقق من سلامة الأدوية واللقاحات، لما يحتويه من مركبات قادرة على اكتشاف البكتيريا الضارة. هذه الأهمية الطبية جعلت قيمة دم سرطان حدوة الحصان تصل إلى مبالغ خيالية، حيث يقدر سعر الجالون الواحد بنحو 60 ألف دولار. 
مع تزايد الطلب على هذا الدم الثمين، تزداد الضغوط على أعداد هذه الكائنات؛ ما يثير قلق دعاة الحفاظ على البيئة الذين يحذرون من تداعيات هذه الممارسات على استمرارية وجود سرطان حدوة الحصان. في هذه المقالة، سنغوص في أعماق قضية متشابكة تجمع بين العلم، الأخلاق، والجهود المبذولة لإنقاذ واحد من أقدم سكان كوكب الأرض.
وحسب موقع "sciencetimes"؛ يعد سرطان حدوة الحصان كائناً ذا أهمية استثنائية وسط النقاش الدائر حول الأخلاق والاستدام، حيث يحمل هذا المخلوق القديم الذي تجاوز عصوراً وكوارث بقائمة طويلة، سراً طبياً في دمائه الزرقاء الفريدة، مما جعله محور اهتمام لا يقدر بثمن في عالم الطب. 
الدم الأزرق لسلطعون حدوة الحصان، المستخرج بعناية لاستخداماته الطبية، يحتوي على الخلايا الأميبية التي تعود بالنفع على الإنسانية في مجال اكتشاف التلوث في الأجهزة الطبية المبتكرة، من أجهزة تنظيم ضربات القلب إلى التحصينات. هذه الخلايا، التي تحمي السلطعون من الجراثيم، تعتبر أساسية في تصنيع Limulus Amoebocyte Lysate LAL، المادة الكيميائية الثمينة المستخدمة على نطاق واسع في تحديد التلوث بالمنتجات الطبية.

أخبار ذات صلة